المدن تتحاور- الرياض تجمع الحضارات لبناء مستقبل أفضل

المؤلف: خالد السليمان09.15.2025
المدن تتحاور- الرياض تجمع الحضارات لبناء مستقبل أفضل

تساؤل وجيه أثاره أحد الزملاء تعقيباً على منتدى الحوار بين المدن العربية والأوروبية، الذي استضافته بكل فخر أمانة منطقة الرياض في قلب المملكة العربية السعودية، وشهد مشاركة فاعلة من نخبة قوامها أكثر من مائة رئيس بلدية يمثلون مدنًا عربية وأوروبية عريقة!

إن المدن، في واقع الأمر، ليست مجرد تجمعات عمرانية، بل هي كيانات حية تتفاعل وتتحاور وتتباهى بإنجازاتها، وتتشابك فيما بينها بعلاقات حضارية وإنسانية واقتصادية وثقافية وثيقة. هذه العلاقة الديناميكية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، قدم الحضارة ذاته، وكما وصفها ببراعة سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض، فقد تشكلت المدن عبر حوار حضاري عريق امتد لمئات السنين، ولا يزال هذا الحوار مستمراً وحيوياً، مؤثراً بشكل مباشر في رؤيتنا لبناء المدن وتطويرها وإدارتها وضمان استدامتها. وأضاف سموه أن الجغرافيا والتاريخ يشهدان على الأثر العميق لتواصل المدن وتفاعلها المتبادل، وهذا عين الحقيقة، فالتواصل الحضري والثقافي يشهد عبر مر العصور على تأثر المجتمعات ببعضها البعض، وبالتالي على أساليب الحياة والعمارة وأنماط المعيشة السائدة!

لقد اكتسب هذا المنتدى، الذي يُعقد للمرة الأولى على مستوى العالم بمبادرة سعودية رائدة، تؤكد الدور المحوري للمملكة في إثراء الحضارة العالمية، أهمية استثنائية كونه يشكل منصة فريدة لتبادل الخبرات والمعارف، وبناء شراكات متينة بين أكثر من مائة مدينة ومنظمة عربية وأوروبية، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك وتطوير حلول مبتكرة للتحديات الحضارية المتزايدة، وفهم الاحتياجات المجتمعية المتنامية والمتغيرة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الهوية الثقافية الأصيلة للمدن، والتي تعكس إرثها الحضاري والإنساني العريق!

ومع التطور الهائل في وسائل النقل والاتصال، بات من الواضح أن تأثير المجتمعات وأنماط الحياة في المدن ببعضها البعض يزداد عمقاً واتساعاً. لقد ظهرت قواسم مشتركة أكثر للتحديات التي تواجه المدن، وتوفرت فرص أفضل للتوصل إلى حلول مبتكرة وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة، وذلك بهدف جعل مدننا أكثر إنسانية وتركز على تحسين جودة الحياة، وتحقيق المعايير البيئية لتعزيز الاستدامة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة!

إن اختيار مدينة مدريد، إحدى أقدم المدن الأوروبية، لاستضافة النسخة القادمة من المنتدى، واحتضان الرياض، المدينة العريقة في قلب نجد، للنسخة الأولى منه، يحمل دلالة رمزية عميقة، فهو دليل قاطع على عراقة تاريخ المكان واستمرار أثر إنسانه وإسهامه الفاعل في تشكيل مستقبل الإنسانية جمعاء!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة